هؤلاءٍ أمّتِي وإليهِم أنتمي

دين هو دين الله هو الإسلام و هو شرطه على الناس أن يسالم بعضهم بعضا ، فليس هناك دين إسمه المسيحية و لا اليهودية. فالمسيح دينه الإسلام و موسى دينه الإسلام وأتباع اي نبي من الأنبياء قد يكونوا مسلمين و قد يكونوا ممن يرفع الشعارات و لا علاقة لهم برسالة الأنبياء التي هي واحدة.
رسالة السماء لأهل الأرض لم تتعدد و لم تختلف ، فالدين واحد و الرسالة واحدة
النبي الكريم محمد امتداد لعائلته الكبيرة، عائلة الأنبياء الذين هم مثل الإنسانية العليا بصدقهم و جهادهم لتحرير الإنسان من العبودية للأشياء و الناس و الوقوف مع المستضعفين ، هؤلاء أمّتي و إليهم أنتمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 9 أغسطس 2009

خواطر في شهر الصوم



ـ كان العرب يصومون شهر رمضان طبقا لملة ابراهيم التى توارثوها جيلا بعد جيل .
وبعد نزول القرآن الكريم اعتاد المؤمنون بالقرآن صيام رمضان بنفس التوارث المعتاد ،ثم نزل تشريع الصيام في المدينة ليتحدث عن شهر شهر رمضان الذى أصبح معروفا للمسلمين بأنه شهر القرآن ، فهو الذي نزل فيه القرآن مرة واحدة على قلب النبي محمد حين كان في مكة.
أول آية في تشريع الصوم قالت :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) لم تشرح ألآية الأولى في تشريع الصوم معنى الصوم وأنه الامتناع عن الطعام والشراب واللقاء الجنسي بالزوجة – كما تفعل كتب الفقه ـ والسبب بسيط هو أن العرب كانوا يصومون رمضان، بل وكانوا يتخذون منه عادة اجتماعية للهو واللعب بدون مراعاة للتقوى كما نفعل نحن الآن ، لذا تخبر الآية الأولى في تشريع الصوم القاعدة الأولى وهى تأدية الصوم كما اعتادوه بنفس ما كان في ملة إبراهيم (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) من الامتناع عن الأكل والشرب واللقاء الجنسي، وهوالذى كانوا يفعلونه أنفسهم في مكة قبل أن ينزل التشريع القرآني بهذا التصحيح والتنقيح ، ثم تختم آية التشريع الأولى بتقرير أقامة الصوم في سلوك المؤمن عقيدة وسلوكا أي أن يكون هدف الصوم هو التقوى. (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

هناك فرق بين الصوم الصحيح من ناحية المظهر ، والصوم المقبول عند الله تعالى من ناحية الثواب. فى الأديان الأرضية يتم التركيز على التدين السطحى الشكلى ، وعلى صحة العبادة من حيث شكلها الخارجى وطقوسها الاجتماعية والمظهرية ورؤية الناس لها. وعلى هذا الأساس سار الفقه السنى يهمل التقوى تماما ليركز على المظهر والشكل و الطقس الاجتماعى للعبادات .
أما فى الاسلام فلا بد من توافر صحة العبادة شكلا (وفق ما أمر الله تعالى به وليس وفقا لتشريع لم يأذن به جل وعلا ) ولكن الأهم هو أن تغلفها التقوى والاخلاص لله تعالى بحيث تنعكس تلك التقوى سلوكا حسنا مع الناس وعملا صالحا نافعا للمجتمع يبتغى رضوان الله تعالى وحده دون انتظار الأجر من الناس.

*هناك من يصوم صوما صحيحا من حيث الشكل بالامتناع عن الطعام و الشراب والعلاقة الجنسية بالزوجة ، ويرى فى رمضان فرصة اكبر للتقوى فيمتنع عن السيئات قبل الكبائر ، ويخلص لله تعالى عقيدته بلا تقديس لأى بشر أو حجر ،ويملأ يومه بالعمل الصالح .هذا قد جمع بين (صحة ) الصوم المظهرية وتقوى الله تعالى . والله جل وعلا لن يخلف وعده وسيثيبه عليه يوم الحساب.
*وهناك من يصوم صوما صحيحا من حيث الشكل بالامتناع عن الطعام و الشراب والعلاقة الجنسية بالزوجة ، ولكنه واقع فى التدين الأرضى الفاسد ؛يحلو له أن يمضى يومه وليله بين الأضرحة متبتلا يحسب أنه يحسن صنعا ..أى يصوم ويقع فى الشرك .. ومثله ذلك الذى تتقافز المسبحة بين أصابعه وهو يكرر فى إخبات الصلاة على النبى محمد على أنها عبادة للنبى تجعله ـ طبقا لاعتقاده ـ مؤهلا للشفاعة المزعومة للنبى محمد يوم القيامة . ومن أقوالهم فى عبادة محمد ( اللهم صلى على سيدنا محمد عدد كمالات الله وكما يليق بكماله )..هذا لا عبرة بصيامه ، فالله تعالى لا يقبل عملا صالحا من أى مشرك يموت على شركه. والويل له لو مات على عقيدته الشركية ..!!
*وهناك من يصوم صوما صحيحا من حيث الشكل بالامتناع عن الطعام و الشراب والعلاقة الجنسية بالزوجة ولكنه لا يتورع عن الكبائر والفواحش وظلم الناس . هذا لا عبرة بصيامه ، فالله تعالى لا يقبل صياما عجز عن تعليم صاحبه التقوى ، وهذا مصيره الخلود فى النار مهما صام وصلّى ، إن لم يتب ويغير حياته تغييرا كليا يستحق به غفران الله تعالى يوم القيامة.
*وهناك من يصوم صوما صحيحا من حيث الشكل بالامتناع عن الطعام و الشراب والعلاقة الجنسية بالزوجة ولكنه يتخذ من صيامة حجة لسوء الخلق والاهمال فى العمل ، وهو لا يمتنع فى صيامه عن المعاصى والسيئات .. صومه الصحيح شكلا لا يأبه به الله تعالى حيث لم يحقق المقصد الأساس من الصيام وهو التقوى .
*هناك القادر على الصوم ولكن يرهقه الصوم فيستعمل رخصة الفدية ويفطر، ولكن يظل متمسكا بالتقوى مراعيا لها ،ويظل متذكرا أنه تمتع برخصة الفدية فأفطر بينما صام آخرون فيحاول أن يعوض ذلك بالطاعة وعمل الصالحات فى ضوء ضميره الاسلامى أو تقواه.. هذا يتمتع بثواب من الله تعالى برغم أنه لم يصم . وهو بالتاكيد أفضل ممن يصوم صوما ( اجتماعيا ) بحكم العادة دون أن يثمر صومه تحسنا فى أخلاقه أو رقيا فى تصرفا أو إخلاصا فى عباداته .
(ب)
إهمال التقوى أضاع عبادة الصوم ،ولهذا فبعد أكثر من 1400 مناسبة لصوم رمضان لم يحدث أن ارتقى المسلمون بصيامهم ، بل على العكس فان رمضان هو شهر الامتلاء والتخمة بالطعام وشهر اللهو واللعب ، وشهر الموالد أوالأعياد والحج الى المعابد الصوفية والأضرحة المقدسة.
وكل ذلك تطبيق للدين الأرضى السنى والشيعى والصوفى ..والذى أهمل التقوى وجعل العبادات طقسا مظهريا سطحيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق