هؤلاءٍ أمّتِي وإليهِم أنتمي

دين هو دين الله هو الإسلام و هو شرطه على الناس أن يسالم بعضهم بعضا ، فليس هناك دين إسمه المسيحية و لا اليهودية. فالمسيح دينه الإسلام و موسى دينه الإسلام وأتباع اي نبي من الأنبياء قد يكونوا مسلمين و قد يكونوا ممن يرفع الشعارات و لا علاقة لهم برسالة الأنبياء التي هي واحدة.
رسالة السماء لأهل الأرض لم تتعدد و لم تختلف ، فالدين واحد و الرسالة واحدة
النبي الكريم محمد امتداد لعائلته الكبيرة، عائلة الأنبياء الذين هم مثل الإنسانية العليا بصدقهم و جهادهم لتحرير الإنسان من العبودية للأشياء و الناس و الوقوف مع المستضعفين ، هؤلاء أمّتي و إليهم أنتمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخميس، 6 أغسطس 2009

التقويم الهجري كيف كان وكيف أصبح 4


المختصر المفيد حول موضوع النسيء
( التقويم الهجري كيف كان وكيف أصبح )

الجزء الرابع والأخير

كل من يقرأ القرآن العظيم يدرك أن علم الإنسان أصلا من الله تعالى رب العالمين، والعلم بالتقويم بدأه الإنسان من الله ولو كان التقويم الهجري بلا شهر تقويم لما سمي أصلا بالتقويم، أما اليوم فقد اصبح إسما بلا مسمى بعد ان استلم أمره رجال الدين وتحول إلى شيء لاعلاقة له بالمواسم ولا بالفصول، كما أن البلاد التي فتحها المسلمون مثل سوريا والعراق ومصر وشمال أفريقيا وإسبانيا والأناضول ومنطقة القوقاز وبلاد فارس والهند والصين بقي أغلبهم يستخدمون تقاويمهم القمرية المحلية إلى اليوم بعد إسلامهم، كما لا يزالون يضيفون شهر التقويم النسيء تحت أسماء أشهرهم بلغتهم الخاصة من أجل تقويم إنحراف الأشهر، معتبرين التقويم الهجري وقفا لمعرفة الأمور الدينية مثل متى يبدا رمضان ومتى يكون الحج ومتى يكون موقع العيدين.
في العراق، وبلاد الشام مازالوا يستخدمون إلى هذا اليوم أسماء الأشهر البابلية بعد مطابقتها مع الأشهر الرومانية التي إعتمدت التقويم الغربي الحالي بعد تعديل أطوال أشهر السنة بحيث تتطابق مع طول السنة الفصلية، دون أن ينسوا منازل القمر السنوية، والتي تمر بثمان وعشرين منزلا، في السنة، كل منزل مدته ثلاثة عشر يوما تقريبا، فمازالوا يقولون: مربعنية الشتاء عن ثلاثة منازل أولها سعد الذابح الذي يصادف في الثلث الأخير من شهر كانون ثان، ثم سعد بلع يتبعها سعد السعود، الذان يصادفان في شهر شباط.
أما في مصر فقد بقي المصريون يستخدمون التقويم المصري القديم الذي كان يعتبر كل الأشهر بطول: 30 يوما‘ وكما كانوا يضيفون في كل عام خمسة أيام تعتبر أعياد لرأس السنة، أما من أجل تعديل ربع اليوم فقد كان المصريون يعتمدون بين كل فترة وأخرى لتعديل تقويمهم على ظهور نجم الشعرى اليمانية الذي كانوا يعتبرونه من العلامات المميزة في سماء مصر الصافية من الغيوم في أغلب فصول السنة والذي يتزامن ظهوره عادة مع بداية طوفان النيل السنوي، الذي يعتبر من أهم الأحداث السنوية في حياة المصريين القدماء الذين إعتمدوا في حضارتهم على الزراعة، بدليل أنهم إتخذوا من تلك الظاهرة بداية للسنة الفرعونية المصرية.*

كما أن كثير من المصريين ما زالوا يستخدمون أسماء الأشهر المصرية القديمة إلى هذا اليوم.
كل ما تقدم برهان على أن العلم بتقويم الأشهر القمرية من العلوم الضرورية للدين وللدنيا، بالتالي لا عذر لنا كمسلمين إن تابعنا على تجاهل علم الله في تقويم الأشهر على فصولها بالعلم والحساب:
( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون*) 5-10.
هذا وقد شرحت هذا الموضوع سابقا في الموضوع رقم: 11- من هذا الكتاب.
ربما قد يظن القارئ الكريم أني أبالغ عندما أقول أن علم الإنسان في الأرض بالتقويم القمري هو علم من علوم الله تعالى التي علمها سبحانه لآبائنا الأولين، وصلتنا عن طريق أنبيائه ورسله السابقين الذي أرسلوا إلى كل الأمم والشعوب بدليل قوله تعالى:
( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا...*) 36-16.
لكن الناس سرعان ما يتركون علم الله الحقيقي إضلالا من شياطين الإنس والجن، كما ترك آباؤنا علم الله تعالى في امور كثيرة ومنها علم التقويم المستند إلى علم الفلك والأبراج، التي حرفنا عنه الشيطان بعد أن حولناه اليوم لعلم وهمي لقراءة الطالع والبخت المتعلقتين بعلم الغيب المستقبلي الذي أغلق سبيله الله تعالى في آية واحدة إن كنا نؤمن بالله تعالى وبما جاء في القرآن العظيم من آيات بينات دون الدخول في متاهة المقولات، آمرا رسوله أن يعلن للعالمين:
( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله...*) 65-27.
بالتالي، علينا أن نترك الأوهام لنتتبع العلوم الحقيقية التي علمها سبحانه للإنسان، ومنها العلم بعملية تقويم الإنحراف الذي يحصل في ساعة الزمن الفلكيةالمتماشية مع حركة القمر، تلك الحركة المرتبطة عضويا بالحركات الفلكية الدورية لكل من الشمس والأرض والقمر المرتبطة ببعضها البعض، ارتباط المسننات المختلفة في جهاز نقل الحركة في السيارة.
إن استوعبنا تلك الحركات الفلكية الدورية لكل من الشمس والأرض والقمر لما احتجنا بعدها لأي تصحيح أو تعديل لتقويمنا من أحد، هذا العلم، كما قلنا، علم قديم في الأرض قدم الإنسان على الأرض أوحي به من السماء للرسل والأنبياء السابقين الذين بعثهم سبحانه لأقوامهم وشعوبهم رحمة من الرحمن الرحيم.
بالتالي، لقد كنا نطبق ذلك العلم بالتقويم قبل الإسلام وبعده، ولم يطبق اللاتقويم الهجري الذي خلا من شهر التقويم إلا من قبل دوائر الدولة ومؤسساتها الدينية في العصر الأموي، حيث لم يكن يهمها الفصول ولا أحوال الناس الذين بدأوا يعانون من هذه الجهالة المستحدثة، بصيام شهر رمضان الذي كان يأتي قبل ذلك في أشهر الخريف، فأصبح يأتي بعد إلغاء شهر التقويم في كل فصول السنة ومنها أشهر القيظ والحصاد في أغلب البلاد الإسلامية، حيث يكون فيها الحر لاهبا في الصحاري التي تكاثرت في البلاد الإسلامية.
كذلك حصل لأشهر الحج التي كانت تأتي في السنوات المقومة في أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء لتلائم موسم السياحة والتجارة في مكة التي تعودت كما علمنا من القرآن برحلتين موسميتين، واحدة في الصيف إلى بلاد الشام وأخرى في الشتاء إلى اليمن وحضرموت وعمان، فتوقفت بعدها مكة عن فتح أسواقها الموسمية واقتصرت على فترة الحج التي أصبحت تأتي في كل المواسم، كما إختصرت فترته لتصبح في أيام معدودات بدلا من أشهر الحج المعلومات التي وردت في القرآن.*
اقتباس:
* للحاشية: كان يستحيل على أهل مكة أن يقوموا بتلك الرحلتين مع التخطيط لفتح أسواقها التي تعتمد أساسا على عرض كل المنتوجات الموسمية من زراعية أوحيوانية التي لا تكون حاضرة إلا في أشهر الحج المعلومات، لتطابق موسمها مع مواسم الشتاء المعتدل بالنسبة لمناخ مكة، علما أن هذا لم يكن ليتيسر لهم لو لم يكونوا يعلمون بشهر التقويم: النسيء، أوكانوا لا يطبقونه في تقويمهم.

تخيلوا مثلا: لو أن إمارة دبي فتحت أسواقها اليوم في فصل الصيف وليس في فنادقها تكييف هل سيقبل على أسواقها أحد.
لكن لو فتحته في فصل الشتاء لأقبل عليه الناس حتى بدون تدفئة أو تكييف.
22- كيف يمكن إقناع شباب المسلمين أن الرسول محمد

عليه الصلاة والسلام، ليس هو الذي أمر بإلغاء شهر النسيء من التقويم الهجري؟
لايمكن إقناعهم إلا بكشف الحقيقة لهم، على أن القرآن عندما كتب في عصر الرسول لم يكن التشكيل معروفا بعد في الجزيرة العربية، بالتالي كتب القرآن بلا تشكيل شبيها بالكتابة التالية الخالية من أي تشكيل:
( إنما النسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم، والله لايهدي القوم الكافرين *) 37-9.
صورة
الكل يعلم أن الحاجة هي أم الإختراع، عربي اللسان ليس بحاجة إلى تشكيل مايكتب، لكن عندما دخل الأعاجم للإسلام ظهرت تلك الضرورة فسعى الأعاجم الذين تعلموا العربية وأتقنوها إلى وضع قواعد للغة مع البحث عن أساليب لتشكيل أحرف أواخر الكلمات، وقد اشتهر من بينهم سيبويه.
أذكر أننا قد درسنا على مقاعد الدراسة أن الحاجة دعت إلى تشكيل القرآن في أواسط العصر الأموي أيام حكم الخليفة عبد الملك بن مروان في دمشق حيث كلف الحجاج بن يوسف الثقفي الذي عمل مدرسا في شبابه فقام بالعمل على تشكيل القرآن*مستخدما ريشة طائر مدببة مع صباغ أحمر فأتت تشكيلاته على شكل نقط حمراء بقطر يقارب ثلاث مليمترات،
صورة
اقتباس:
* للحاشية: قالوا لقد نقط الحجاج القرآن، علما أن المقصود به كان التشكيل لكن استخدام كلمة التنقيط لم يكن خطأ، لأن القرآن كان قد كتب في المدينة بالحبر الصيني الأسود بقلم من قصب منقطا بنفس القصبة فأتت النقط على الأحرف العربية التي تحتاج إلى تنقيط على شكل شرطات رفيعة تماثل شكل راس القصبة، لكن الحجاج قام بتشكيل الأحرف مستخدما ريشة طائر مدببة مع صباغ أحمر فأتى تشكيله على شكل نقط حمراء بقطر يقارب ثلاث مليمترات، ولولا أني سبق وحصلت من وزارة الثقافة التركية على نسخة كاملة عن المصحف الأثري الوحيد الباقي في البلاد الإسلامية من المصاحف الخمسة التي كتبت في عصر الخليفة الراشدي الثالث االموجود حاليا في متحف الباب العالي في إستانبول، لما استطعت أن أشهد هذه الشهادة، بل لكنت مثل غيري ما زلت أعتقد أن الأحرف العربية عندما كتب القرآن لم تكن منقطة، المؤلف.

لكن تشكيل الحجاج هذا للقرآن لا يمكن اعتباره معصوما عن الخطأ، بل هو كأي عمل إنساني يحتمل الخطأ والصواب، كما يمكن مناقشته بالعقل والمنطق في أي وقت.
بالتالي نستطيع أن نقول أننا بقراءتنا الحالية لآية النسيئ كما هي مشكلة اليوم، الكل ما زال يلحن في قراءتها،* فهناك عدة قراءات معروفة للمسلمين فيما يتعلق بكلمة: ( يضل ) التي وردت في تفسير القرطبي لها ثلاث قراءات، مرة بفتح الياء وكسر الضاض وضم اللام فتكون الضلالة قد وقعت على الذين كفروا من ذاتهم، ومرة بضم الياء وفتح الضاض ليصبح الفاعل فيها مجهولا وتقع الضلالة على الكافرين، ومرة بضم الياء وكسر الضاض فيكون فاعل الضلالة فيها هم الذين كفروا، وهم الذين يضلون الناس عن الحق وهم يعلمون.
وتلك هي القراءة الصحيحة التي أخذت بها لكونها القراءة الوحيدة التي لا تناقض العقل والمنطق السليم.
علما أن كلمة يضل أو أحد مشتقاتها قد وردت في القرأن 171 مرة ليس فيها فعل واحد مبني للمجهول إلا في تلك الآية الوحيدة التي في سورة التوبة وما زال المسلمون يقرأونها شاذة عن أخواتها إلى اليوم، هذا والقرآن شاهد بين أيديكم على صحة ما أقول.

ومن حق المسلم أن يتساءل من الذي امتهن في الأرض مهنة الإضلال؟
هل هم من الملائكة والأنبياء المرسلين ومن كان معهم من الذين آمنوا بهم من المؤمنين الطيبين والمؤمنات الطيبات، أم هم من شياطين الإنس والجن وعلى رأسهم إبليس بعد أن كفر؟
ألا نعلم من القرآن الكريم أن إبليس هو الذي احترف إضلال الناس عن الحق ولم يضله أحد؟
ألا نعلم من القرآن الكريم أن جنود إبليس هم من الذين اتبعوه فلقبهم سبحانه شياطين الإنس والجن؟
ألا يمكن أن نستنتج من هذا أن الذين كفروا عن علم هم من الذين اتبعوا الشيطان فإحترفوا إضلال الناس وليس العكس؟
أعتقد أن من واجب علماء اللغة من المثقفين المسلمين التدخل لبيان تلك الحقيقة كي يتوضح للناس أن قراءة كلمة يضل برفع الياء وبكسر الضاض المتطابقة مع باقي كلمات يضل التي أتت في كل سور القرآن على كسر الضاض لتقرأ مثل أخواتها لينتقل المعنى بدلا من تحريم الشهر النسيء إلى وجوب التمسك به، كما أن إعادة النظر في تشكيل عبارة: (زيادة في الكفر) من تلك الآية وذلك بقراءة كلمة (زيادة) منونة بالفتحة بدلا من الضمة لتصبح تلك العبارة جملة إعتراضية لا محل لها من الإعراب.
فيتوضح المعنى الذي كان غائبا في التشكيل السابق ليصبح المعنى الجديد يشير على أن الزيادة في الكفر بدأت تقع فيما كان يفعله الذين كفروا عندما كانوا يحللون الصيد في الشهر النسيء*
اقتباس:
* للحاشية: يقع الشهر النسيىء بعد الأشهر الحرم ليتممها مرتين في كل دورة شمس قمرية، وبما أن الأشهر الحرم لا تكتمل إلا بعد نهايتها، فتصبح الأشهر الحرم عندها في تلك السنة خمسة لا يجوز الصيد البري فيها.

الذي يقع بعد الأشهر الحرم الأربعة المتوالية ليتمم الموسم الذي يحرم الصيد فيه في المرة الأولى رغم تحريمه منذ أيام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وعندما تقع في المرة الثانية كانوا يحرمونها.
القراءة الدارجة الآن في كتب القرآن التي عممها سلاطين المسلمين من غير الراشدين عممت على القراءة الثانية بفتح الضاض، لكلمة: يضل وجعلها مبنية للمجهول وكأن العقلاء من الناس لا يعلمون من الذي يضلهم في الأرض.
كما أن عملية الإضلال لحقت بأمور كثيرة بعدها منها اختصار أشهر الحج المعلومات منذ أيام إبراهيم عليه الصلاة والسلام على أنها ثلاثة أشهر، كما كانت تصبح أربعة عندما كان يضاف إليها الشهر المتمم للمواسم، الشهر النسيء، تيسيرا من رب العالمين للمؤمنين، ولكي تصبح أفواج الحج المتتالية في كل موسم أكثر في تلك السنة كسبيل من أحد سبل التيسير للراغبين بالحج من قبل الرحمن الرحيم.
( واذكروا الله في أيام معدودات، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى. واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون * ) 203-2.
تلك الآية تبين فقط أيام الحج بالنسبة للفرد المسلم الذي أحب أن يحج إلى بيت الله تعالى، ولكن كيف يتوقع العلماء أن يحج الناس كافة إذا دخلوا إلى دين الله تعالى أفواجا في أيام معدودات، بل وكيف يقف مثل ذلك الحشد الهائل في عرفة أوفي المشعر الحرام في يوم واحد؟ إنهم يطلبون المستحيل في كتب الفقه التي كتبوها بينما الله تعالى الذي قدر كل شيء وحسب حسابه لكل أمر، وبينه في القرآن لأهل القرآن المتمسكين به وحده من بين باقي الكتب هم أهل الذكر، كما سماهم رب العالمين:
(... فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون*)
والدليل على أن الذكر هو القرآن بمجمله نقرأه في آيات كثيرة نستشهد منها بآيتين:
( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون*) 9-15.
( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون*)
إن كنا نحن بني الإنس لانعلم فالله تعالى العالم العليم العلام يعلم أن أياما معدودات، لن تكفي لحج الناس جميعا في الأرض، فقضى أن تكون أشهر الحج أشهرا معلومات مع إضافة شهري الحج الكبير والحج الأكبر أيضا كل تسعة عشر عاما كشهرين إضافيين؟
وهل يمكن أصلا أن نفترض أن الله تعالى العليم العلام الخبير أنه قد سأل عباده المستحيل فطلب من كافة خلقه من الإنس الذين وجهت لهم رسالته الأخيرة أن يقفوا في يوم واحد من السنة في جبل عرفة الذي بالنسبة لمن زاره ووقف عليه فعلا ما هو إلا تل صغير لا يتسع إلا لعدة آلاف على أكبر تقدير؟ ألا يعتبرون بقوله تعالى:
هل يكلف الله نفسا إلا وسعها؟
كما أن من حق المسلم أن يتساءل:
إذا كان الحج هو يوم واحد من السنة وعلى المؤمنين أن يقفوا فيه على جبل عرفة، لماذا أعلن سبحانه في القرآن للمسلمين بقوله الكريم:
(الحج أشهر معلومات). 197-2.
من الطبيعي أن الله تعالى العليم العلام الخبير قد حسب حسابا لكل شيء، لكننا كما يبدو نحن الذين قد توقفنا عن الحساب، وعن فقه ما في كتاب الذكر الذي هو القرآن العظيم، فهو سبحانه وحده الذي يحيط علما بكل شيء، ويسهل لنا كل شيء، لكن شياطين الإنس الذين يعملون في الخفاء هم الذين يضيقونها علينا دائما، سواء كان ذلك في الماضي من الأيام أو سيكون في القادم منها.
إن ما فعله ويفعله قادة العلماء في ديننا هو تماما مثل ما فعله قادة علماء دين أهل الكتاب من قبلنا، فهم كانوا من الذين ظلموا أنفسهم دون أن يظلمهم أحد. فعدنا لندخل جحرهم لنظلم أنفسنا مثلهم، بل أكبر وأعظم:
(..... وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * ) 118-16.

تم بعون الله

هناك تعليق واحد:

  1. 95% الآن من الشعوب الإسلامية اليوم في جميع معاملاتهم اليومية من موظفين وعمال وفلاحيين, هؤلاء جميعا يستخدمون اليوم في حياتهم التقويم الغربي من أجل معرفة الوقت والزمن ولكنهم عندما يعودون للمواضيع الدينية فإنهم وبكل أسف يستخدمون التقويم الذي عطل عن قصد من قبل المغرضين في العصر الأموي وفي عهد معاوية بن أبي سفيان بالتحديد كما برهنت الدراسة التي قدمتها للقراء فأصبح بعدها مواضيع مثل الصوم والحج والأشهر الحرم التي كانت تعرف بالمواسم, وكل موضوع منها كان يأتي في موسمه المحدد والمحسوب من قبل الله سبحانه العالم العليم العلام، فأصبحت تلك المواضيع تعرف بمواسمها الفصلية لتدور وتأتي منذ أيام معاوية وإلى يومنا هذا في كل فصول السنة.
    لو أنهم استخدموا التقويم الغريغوري لكان أدق وأفضل لهم إذ أن شهر أكتوبر مثلاً يتماشى مع شهر الصيام : رمضان، و شهور الحج نوفمبر, ديسمبر وجانيوري, والأشهر الحرم تتماشى مع أشهر فبراير, مارس, إبريل ومايو, وبهذا نكون أقرب للحقيقة والواقع المنشود، من دون احتياج أحد للإ لتفاف بيده حول راسه كي يشير بيده اليمنى إلى أذنه اليسرى كما تفضلت.
    علما أنه وبعد دراسة للتقويم الغريغوري تبين أن هناك أخطاء متراكمة كل 129 سنة تقريباً بفارق 24 ساعة تقريبا.
    السنة الشمسية كما نرى مثلا من أرقام ناسا الفلكية تساوي : 365.2422
    :وليست 365.25 والفرق كما نرى هو :
    356.25 – 365.2422 = 0.0078 يوم
    وإذا ضربنا هذا الناتج ب 100 عام ينتج 0.78 يوم
    وإذا ضربنا هذا الرقم ب 4 أي كل 400 سنة :3.12 يوم فرق
    ومن هنا قيل أن سنة 130 وسنة 260 وسنة 390 لا تعتبر كبيسة ولكن هناك فروقات جديدة ستتراكم من جديد كل 400 سنة بمقدار 0.12 يوم والتي ستتراكم بمعدل يوم وبضع ساعات كل 4000 سنة كما نرى, أي ان هذه الساعة أيضاً غير دقيقة بشكل كامل.

    الفقرة 1
    ولكن من المثير للعجب أن دقة الله في الحساب بالساعة (الشمسقمرية) التالية :
    365.2422 × 19 = 6939.60
    أي 6939 يوم و 14 ساعة و24 دقيقة و 0 ثانية

    وأيضاً سنستخدم طول الشهر القمري بأرقام ناسا المساوي لـ 29.53022 بهذه المعادلة :
    29.53022 × 235 = 6939.60

    العدد الأول بعد الفاصلة يساوي إلى 5 أي 12 ساعة
    العدد الثاني بعد الفاصلة يساوي 3 أي 33.3 دقيقة
    العدد الثالث بعد الفاصلة يساوي 0 أي 0 ثانية

    أي أن طول الشهر القمري يساوي إلى :
    29 يوم و12 ساعة و 33 دقيقة و و(خمس الثانية بشكل تقريبي).
    وإذا ضربنا العدد ب 235 ينتج معنا : 6939.60
    أي 6939 يوم و 14 ساعة و24 دقيقة و 0 ثانية
    هذا دليل حسابي يبرهن، أن حتى التقويم الغربي غير دقيق مثل القمري الفلكي المقوم بالشهر النسيئ، والمتماشي مع الدورة الشمس قمرية التي تتكرر بدقة أجزاء الثانية كل تسعة عشر عاما مرة.
    فالعلاقة بين الشمس والقمر أدق من العلاقة الشمسية فقط التي تنحرف بقيمة (0.0078) يوم, أو القمرية فقط والتي تنحرف بقيمة 10.88 يوم :
    لأن 29.53022 × 12 = 354.3626
    والفرق الصحيح هو :
    354.3626 - 365.2422 = 10.8795 أو 10.88 يوم في السنة

    أما إضافة الشهر النسيء كل 32 شهر قمري يعيد الفرق إلى الصفر. 0.00 كما جاء في الفقرة 1

    وهذا دليل علمي على أن العلم الفلكي هو من العلوم التي علمها سبحانه لخلقه في الأرض إما بالغريزة لكل الحيوانات والحشرات، أو بعلم أنزل بالوحي على رسله إلى أمم الأرض كلها:
    ( إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم *) 3 – 5.
    .(5-55).(الشمس والقمر بحسبان )
    ( والشمس والقمر حسبانا* ذلك تقدير العزيز العليم *) ( 96-6).

    فالعلاقة الفلكية التي صنعها الرحمن فلكيا بين الشمس والأرض والقمر أدق من العلاقة الحسابية الغربية للسنة الشمسية التي تنحرف بقيمة (0.0078) كل سنة
    لكن إضافة شهر للتقويم القمري والذي يعرف في العربية بالشهر النسيء كل 32 شهر قمري، سيعيد الفرق في كل إضافة جدية إلى الصفر. 0.00
    وهذا هو قمة الإبداع, الذي لا يحسن إبداعه إلا الرحمن الذي خلق الأرض والقمر والشمس ودلنا عن طريق أنبيائه ورسله إليها فكانت أفضل الطرق لحساب الزمن ومعرفة الفصول.
    الآن، إذا درسنا الهندسة البنائية لـ stonehenge في إنكلترا والتي تعود إلى أكثر من 5000 سنة قدماً، والتي تبرهن عن طريقة بوابات الشمس والقمر الحجرية التي تختلف زواياها بحسب اختلاف وقوع الأيام في الفصول المختلفة، نراها تبرهن عمليا على علاقة الشمس والقمر وعلاقتهن معا بالدورة الإقترانية للـ 19 سنة الدورية.
    وهذا ما يجعلني أكثر اعتقادا أن ذلك الصرح التاريخي هو دليل أثري على أن هذا العلم كان من الله ومما علمه الله للإنسان عبر أنبيائه ورسالاته عبر التاريخ.

    ردحذف