هؤلاءٍ أمّتِي وإليهِم أنتمي

دين هو دين الله هو الإسلام و هو شرطه على الناس أن يسالم بعضهم بعضا ، فليس هناك دين إسمه المسيحية و لا اليهودية. فالمسيح دينه الإسلام و موسى دينه الإسلام وأتباع اي نبي من الأنبياء قد يكونوا مسلمين و قد يكونوا ممن يرفع الشعارات و لا علاقة لهم برسالة الأنبياء التي هي واحدة.
رسالة السماء لأهل الأرض لم تتعدد و لم تختلف ، فالدين واحد و الرسالة واحدة
النبي الكريم محمد امتداد لعائلته الكبيرة، عائلة الأنبياء الذين هم مثل الإنسانية العليا بصدقهم و جهادهم لتحرير الإنسان من العبودية للأشياء و الناس و الوقوف مع المستضعفين ، هؤلاء أمّتي و إليهم أنتمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 12 أغسطس 2009

الفراعنه ليسوا هم بناة الاهرامات


من المعروف ان كل حضاره تبدأ من الصفر وتتطور الى الأفضل ، لكن لوحظ ان الحضاره المصريه كان سلّمها للأسفل ، فبدأت باهرامات عظيمه وبدأت بالتدهور من حيث الحجم والإسلوب ، الى ان وصلت الى اهرامات طينيه !!
هذا ما لاحظه عالم الآثار الفرنسي ميشال فوتمان ، واثار في استغرابه اسباب التخلف الشديد للبناء الطيني الفرعوني ، فقد وجد ان هناك تفاوتا هائلا بين الأهرامات اعجب واقوى ابنيه في العالم على مر التاريخ كله ، وبين المباني الطينيه الفرعونيه الأخرى سواء في الإسلوب او الهندسه
او الإمكانيات او حتى المواد المستخدمه في البناء ، فالفراعنه كانوا يبنون بالطين المحروق اللبن ، فإذا كان هذا اسلوبهم فكيف يكونوا اصحاب هذه الأبنيه الحجريه العملاقه ؟ كما انه من الناحيه الهندسيه لا يمكن ان يجتمع ذلك الطرازين في عصر واحد ومكان واحد .
استغراب فوتمان وشكوكه لها ما يبررها وجديره بالبحث والإهتمام ، فهي تتفق تماما مع آيات البلاغ المبين فالله سبحانه وتعالى يقرر في كتابه الحكيم أن الفراعنة لا يستطيعون البناء إلا بالطين إذ قال { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ } القصص : 38
فما كانوا يستطيعون البناء من الحجارة وإنما من الطين ، ولم يكن بمقدورهم تسلق الأهرام آنئذ حيث كانت لا تزال مكسوة بطبقة حجرية جيرية ملساء .
أيضا تقول الآية { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } الأعراف : 137، وكلمة يعرشون تعني أبنيتهم الطينية ذات أسقف من جذوع النخل ، ويخبرنا البلاغ انها دمرت ولم تبقى قائمه. الإفتراض المنطقي هو ، هل من الممكن ان يكون الفراعنه سطوا على حضارة قوم سبقوهم ونسبوها لأنفسهم باضافة بعض الرسومات والنقوش الدالّه على حضارتهم ؟
للإجابه على هذا الإفتراض دعونا نغوض في صفحات البلاغ المبين دون خوف او وجل ونرى ماذا يقرر ، تردد ذكر مصطلح " القرون الأولى " كثيرا في القرآن العظيم ( القرون الأولى بمعنى الحقب الحضارية الأولى ) ، { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى } القصص : 43، لماذا موسى دونا عن باقي الرسل ذُكِرَ أنه أوتي الكتاب من بعد هلاك القرون الأولى ؟ السبب أنه أرسل للفراعنة الذين سبقهم في ذات المكان بقرون كثيرة قوم آخرون .
{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ .. / .. / قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ } القصص :76- 78، قارون على أرض مصر، لم يتعظ بمن هلك قبله من القرون، هم أكثر قوة وجمعا وثراء.
لاحظ هنا ان فرعون لم يفوت فرصة السؤال عن القرون الأولى { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى / قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى / قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى / قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى } طه : 52، هنا يسأل فرعون موسى عليه السلام حيث يعلم فرعون بصدق موسى لذلك سأله عن أكثر ما يشغل بال الفراعنة، من أولئك العمالقة الأقوياء الذين سبقوهم على أرض مصر وخلفوا تلك الأبنية المهولة ؟ لاحظ ايضا ان موسى لم يجب فرعون لأن الإجابه جاءت في كتاب آخر ليس التوراة ولا الإنجيل ، فقد كشف لنا القرآن العظيم ان هؤلاء القرون الأولى هم قوم عاد ، بأن دلّنا على تشابه الأرض التي قطنها قوم عاد الّذين لم يأتي ذكرهم في التوراة والإنجيل مع الأرض التي قطنها الفراعنة، فالآيات التي ورد بهذا الصدد تقول :
أ ) - كلا الأرضين جنات وعيون
فعن أرض قوم عاد { وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ / أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ / وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } الشعراء :132- 133- 134
وأيضا أرض الفراعنة { فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } الشعراء : 57
ب ) – لعنة أصابت الاثنين
فعن لعنة عاد { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } هود : 60
وعن لعنة الفراعنة { وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ } القصص : 42
ترى هل هذا التشابه في وصف الأرض بالجنات والعيون ثم استتباع اللعنة على كلتا الحضارتين دونا عن غيرهما كان صدفة ؟ أم أن الفراعنة هم بالفعل خلفاء قوم عاد على نفس أرض مصر، وقد اكد رب العزة وجود قوم فبل الفراعنه على ارض مصر- { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } آل عمران : 11

- { وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ } الحاقة : 9 وهي السورة التي تحدثت تفصيلا عن هلاك قوم عاد سكّان مدينة إرم ذات المسلات ، وقوله تعالى { ِعَادٍ / إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ / الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ } الفجر : 6-7-8، بمعنى ( عاد / بناة الأهرام أصحاب المسلات / التي لم يبنى مثلها في العالم )
- { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ / وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } الشعراء :128- 129، بمعنى أتبنون بكل مرتفع من الأرض بناء ضخم كالجبل بلا فائدة ( تلك الأوصاف الثلاثة مجتمعة بالأهرام )، وتسكنون في مساكن مشيدة قوية كأنكم خالدون ( مساكن الصعيد التي اتخذها الفراعنة من بعد معابد )
وعندما أهلكهم الله حفظ مساكنهم من الدمار { فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } الأحقاف : 25 لتكون لمن خلفهم آية .
وهنا نسأل سؤالا بديهيا: أين هي أبنية قوم عاد التي تركها الله لنا عبرة لنتعظ ؟
هل يعقل أن تدفن في الرمال أو تتهدم في وقت يظهر غيرها من المباني الوضيعة في كل أنحاء العالم ؟ والقرآن يشير إلى بقائها صراحة { وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } العنكبوت : 38 ، { فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ } الأحقاف : 25
ومن خلال بحث عميق ومنصف ومحايد، سيتضح أن الأهرام والمعابد المصرية هي أبنية قوم عاد الحقيقية، وكذلك التماثيل العملاقة المسلات والأساطين .
فالدلائل القرآنية والهندسية والتاريخية والجغرافية تكاد تنطق بل و تصرخ جميعها من فرط وضوحها وضوح الشمس لتشير بتلك الحقيقة المدوية، والأدلة على ذلك لا تعد ولا تحصى .
2- { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الأنفال : 52

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق