هؤلاءٍ أمّتِي وإليهِم أنتمي

دين هو دين الله هو الإسلام و هو شرطه على الناس أن يسالم بعضهم بعضا ، فليس هناك دين إسمه المسيحية و لا اليهودية. فالمسيح دينه الإسلام و موسى دينه الإسلام وأتباع اي نبي من الأنبياء قد يكونوا مسلمين و قد يكونوا ممن يرفع الشعارات و لا علاقة لهم برسالة الأنبياء التي هي واحدة.
رسالة السماء لأهل الأرض لم تتعدد و لم تختلف ، فالدين واحد و الرسالة واحدة
النبي الكريم محمد امتداد لعائلته الكبيرة، عائلة الأنبياء الذين هم مثل الإنسانية العليا بصدقهم و جهادهم لتحرير الإنسان من العبودية للأشياء و الناس و الوقوف مع المستضعفين ، هؤلاء أمّتي و إليهم أنتمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

ابراهيم الفرد الأمّه وأمّة المسلمين


كلمة "أمّة" تدلّ على منهاجٍ للسلوك عند كلِّ لون من ألوان ٱلدّوآبِّ وٱلطيور:
"وما من دآبّةٍ فى ﭐلأرض ولا طَـٰۤئرٍ يطيرُ بجناحيه إلآّ أمم أمثالكم" 38 ٱلأنعام.
وعلى منهاج للسلوك وٱلمعارف وٱلخبرة ٱلمكتسبة خآصّة بٱلبشر.
لأمّة ٱلبشر منهاجان. أمّة فرد لا يخضع لسلطة جمعٍ فيسأل وينظر ويعلم ويحنف عن مفاهيمه ومواقفه. وٱلمثل على هذه ٱلأمّة هو أبو ٱلمسلمين ٱلإنسان ٱلفرد "إبراهيم":
"إنَّ إبرٰهيم كان أمّة قانتًا للَّه حنيفًا ولم يكُ مِنَ ٱلمشركين" 120 ٱلنحل.
وٱلأخرى هى أمَّة جمعٍ تشبه أمم ٱلدّوآبِّ وٱلطيور. ومفاهيم هذه ٱلأمّة مستقرّة لا تقبل ولا تسمح بتغييرٍ ولا بسؤال. وٱلمثل على هذه ٱلأمّة جميع ٱلأمم ٱلقوميّة وٱلطبقيّة وٱلطآئفيّة ومنها ٱلأمّة ٱلإسلاميّة. ومَن يتبع منهاج هذه ٱلأمم لا ينظر ولا يسأل ولا يبحث ولا يدرس ولا يقرأ ويعلن متفاخرًا بٱتباعه أمّة ءابآئه:
"بَل قَالُوۤا إِنَّا وَجَدنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةٍ وإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثـٰرِهِم مُّهتَدُونَ" 22 الزخرف.
لقد بين كتاب ٱللّه أنّ ٱلفرد "إبراهيم" أمّة وأنّ ٱلتابعين للأبآء أمّة وجعل من أمّة ٱلفرد هى ٱلإمام:
"قال إِنِّى جاعِلُكَ لِلنَّاس إِمَامًا قال ومِن ذُرّيَّتِى قال لا ينالُ عهدى ٱلظَّـٰٰلمين" 124 ٱلبقرة.
ومَن يجعل من إبراهيم إمامه لا يتبع أمّة جمع لا من ٱلأبآء ولا من ٱلأخوة ولا من ٱلأبنآء.
لقد أرسل ٱللّه للناس بيانا عن جميع ٱلحقِّ وفيه طلب إليهم ليعقلوا معه:
"إنّا جعلنٰه قرءانًا عربيًّا لعلَّكم تعقلون" 3 ٱلزخرف.
كيف يعقلون؟
ٱلعقل هو فعل من أفعال ٱلقلب وبه يحدث توجيه لأفعال ٱلقلب ٱلأخرى إلى ٱلمقارنة وٱلموازنة بين أمرين أو شيئين. وبصناعة ٱلعقل يعلم ٱلعاقل بٱلفروق أو ٱلتطابق بين ٱلمعقولين فيكون له قول مؤمنٍ بما بيّنه له ٱلعقل بينهما. وبعقل ما يعلم به ٱلمرء من ٱلحقِّ مع ٱلقرءان يحكم ويعرب فيما عقله فلا يعجم فى حكمه:
"وكذلك أنزلنٰه حكمًا عربيًّا" 37 ٱلرعد.
ٱلذى جُعل قرءانًا عربيا هو بيان ٱللّه عن جميع ٱلحقِّ. وٱلحقُّ هو ما ينظر فيه ٱلمرء ليعلم كيف بدأ ٱلخلق. وٱلعقل ٱلمطلوب منه هو بين ما قرأه هو بنظره من ٱلحقِّ وبين بيان ٱللّه ٱلعربىّ عنه.
سلوك ٱلناس ومفاهيمهم ومواقفهم هى من ٱلحقِّ وفى كتاب ٱللّه بيان عنها. فعقل ما يقوله ٱلمسلمون عن أنفسهم أنّهم "أمّة إسلاميّة" يبيّن حالا واحدًا لأمّتهم هو حال أمّة ٱلجمع. وبعقل قولهم مع قول ٱلقرءان ٱلعربىّ وٱلحكم ٱلعربىّ يكون ٱلحكم على قولهم وعلى موقفهم عربيّا لا عجم فيه. فما يبيّنه ٱلقول ٱلعربىّ عن ٱلأمّة أنها منهاجان للسلوك. ٱلأول منهاج جمعٍ يبيّنه منهاج جميع ٱلدّوآبِّ وٱلطيور وكذلك منهاج ٱلتابعين علىۤ ءَاثار ءابآئهم من ٱلناس. وٱلثانى منهاج فرد مسئول يحنف عن ءاثار ءابآئه ويجعل من نظره وعلمه هو ٱلوسيلة لسلوكه. وبذلك يكون ٱلحكم على ٱلمسلمين أنّهم أمّة جمع وليس أمّة فرد كأمّة "إبراهيم". وٱلمخاطب فى كتاب ٱللّه هو صاحب أمّة ٱلفرد. أمآ أصحاب أمّة ٱلجمع فهم مَن يلعنهم ٱللّه ويبعدهم عن رحمته وعن خلافته فى ٱلأرض. وٱلحاملون لاسم مسلم يقولون أنّهم يتبعون أمّة جمع ويزعمون إيمانًا بٱلكتاب وهم يتبعون أمّة ٱلأبآء وأحاديثها ٱلتى يسموها سنّة للنبىّ من دون أن يعقلوا بين تلك ٱلأحاديث وبين أحسن ٱلحديث فى كتاب ٱللّه. بل هم يظنّون أنّ كتاب ٱللّه من دون تلك ٱلأمّة وٱلسّنّة لا نفع لهم منه. فيقولون أنّ أمورا وأحكامًا كثيرة لم يبيّنها ٱللّه فى كتابه ويرون فيما ورثوه عن ءَابآئهم من قول منسوب للنبىّ بيانها. وهم يستنكرون طلب ٱلعقل بين ٱلأمتين ولا يذكرون ما يقوله ٱللّه:
"مَّا فَرَّطنَا فِى ٱلكِتَٰبِ مِن شَىءٍ" 38 ٱلأنعام.
ولا يكفيهم مآ أنزله ٱللّه من بيان يرحمهم به إن ذكروه:
"أَوَلَم يَكفِهِم أَنَّآ أَنزَلنَا عَلَيكَ ٱلكِتَٰبَ يُتلَى عَلَيهِم إِنَّ فِى ذَلِكَ لَرَحمَةً وَذِكرَى لِقَومٍ يُؤمِنُونَ" 51 ٱلعنكبوت.
فيقولون أنّ ما ورثوه من حديث لا يمكن تركه فهو حديث صحيح تتبعه أمّة ٱلمسلمين منذ عهد طويل. ولا يعلمون أنّ أمّة ٱلمسلمين هى مثل أمّة ٱلذين قالوا ويقولون: "إِنَّا وَجَدنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةٍ وإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثـٰرِهِم مُّهتَدُونَ". وأنّ هذه ٱلأمّة هى ما تبرّأ إبراهيم منها وهاجر عنها.
وترىۤ أتباع هذه ٱلأمّة ينتظرون ليفتى لهم كاهن ممّن يزعمون لأنفسهم ٱسم "عالم فى ٱلدين" ليستنفروا معا كأمّة جمع تشبه أمم ٱلقطيع لا تسأل ولا تفكّر ولا تعلم. وترىٰهم يسقطون فى حفر نصبها لهم شيطان فيهانون ويذلّون ويموت منهم كثير. وأتباع هذه ٱلأمّة لا يذكرون أنّ فى كتاب ٱللّه بيان للناس أنّ ٱلرّسول لا يفتى لهم وأنّ ٱلذى يفتى لهم هو ٱللّه:
"يَستَفتُونَكَ قُلِ ٱللّهُ يُفتِيكُم" 176 ٱلنسآء.
فٱلرسول وأُولى ٱلأمر من ٱلمؤمنين يستنبطون بما يتشابه لهم فهمه ولا يفتون:
"ولو رَدُّوهُ إلى ٱلرَّسولِ وإلىٰۤ أُولِى ٱلأمرِ منهم لَعَلِمَهُ ٱلَّذينَ يَستنبِطُونَهُ منهم" 83 ٱلنِّسآء.
ٱلرّسول يعلم ٱلحكمة بمآ أوحىَ إليه:
"ذَلِكَ مِمَّآ أَوحَىۤ إِلَيكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلحِكمَةِ" 39 ٱلإسرآء.
فلا يقول ما ينقض مآ أنزل إليه:
"أَفَغَيرَ ٱللّهِ أَبتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىۤ أَنَزَلَ إِلَيكُمُ ٱلكِتَٰبَ مُفَصَّلاً" 141 ٱلأنعام.
"وَلَقَد جِئنَاهُم بِكِتَٰبٍ فَصَّلنَٰهُ عَلَى عِلمٍ هُدًى وَرَحمَةً لِّقَومٍ يُؤمِنُونَ" 52 ٱلأعراف.
ومع عربيّة هذا ٱلقول لا يصدق أتباع هذه ٱلأمّة ٱللّهَ ولا يقبلون أن يفتيهم ولآ أن يفصّل لهم ولآ أن يحكم بينهم. فلهم إلٰه يتبعوه يمثله كاهن مجنون لا يعلم من ٱلحقِّ شيئا ويفتى لهم بما يضلّهم عن ٱلحقِّ وعن هدايته:
"فَذَلِكُمُ ٱللّهُ رَبُّكُمُ ٱلحَقُّ فَمَاذَا بَعدَ ٱلحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصرَفُونَ" 32 يونس.
وهم يهرعون علىۤ ءَاثار ءابآئهم ويضلون:
"إِنَّهُم أَلفَوۤاْ ءَابَآءَهُم ضَآلِّينَ(69) فَهُم عَلَىٰۤ ءَاثَٰرِهِم يُهرَعُونَ(70)" ٱلصَّافَّات.
وهؤلآء سيدخلون ٱلنار كما دخلتهآ أمم من قبلهم:
"ٱدخُلُواْ فِىۤ أُمَمٍ قَد خَلَت مِن قَبلِكُم مِّنَ ٱلجِنِّ وَٱلإِنسِ فِى ٱلنَّارِ كُلَّمَا دَخَلَت أُمَّة لَّعَنَت أُختَهَا حَتَّىۤ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَت أُخرَاهُم لأُولاَهُم رَبَّنَا هَـؤُلآء أَضَلُّونَا فَـءَـاتِهِم عَذَابًا ضِعفًا مِّنَ ٱلنَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعف وَلَٰكِن لا تَعلَمُونَ" 38 ٱلأعراف.
وحال قول أمّة ٱلإسلام يبينه ٱلقول ٱلعربىّ:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللّهُ قَالُواْ بَل نَتَّبِعُ مَآ أَلفَينَا عَلَيهِ ءَابَآءنَآ أَوَلَو كَانَ ءَابَآؤُهُم لاَ يَعقِلُونَ شَيئًا وَلاَ يَهتَدُونَ" 170 ٱلبقرة.
فهم أمّة ٱتخذت من ٱلشياطين أوليآء ويحسبون أنهم مهتدون:
"إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَٰطِينَ أَولِيَآء مِن دُونِ ٱللّهِ وَيَحسَبُونَ أَنَّهُم مُّهتَدُونَ" 30 ٱلأعراف.
وسيكون قول كلٍّ منهم:
"يَٰوَيلَتَىٰ لَيتَنِى لَم أَتَّخِذ فُلانًا خَلِيلا(28) لَّقَد أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذِّكرِ بَعدَ إِذ جَآءنِى وَكَانَ ٱلشَّيطَٰنُ لِلإِنسَٰنِ خَذُولا" 29 ٱلفرقان.
"وَمَن أَظلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـءَـايَٰتِ رَبِّهِ فَأَعرَضَ عَنهَا وَنَسِىَ مَا قَدَّمَت يَدَاهُ إِنَّا جَعَلنَا عَلَى قُلُوبِهِم أَكِنَّةً أَن يَفقَهُوهُ وَفِىۤ ءَاذَانِهِم وَقرًا وإذ تَدعُهُم إِلَى ٱلهُدَىٰ فَلَن يَهتَدُوۤا إذًا أَبَدًا" 57 ٱلكهف.
وسيتبرّأ ٱلمتبوعون من ٱلتابعين:
"إِذ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلعَذَابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ ٱلأَسبَابُ(166) وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنهُم كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ ٱللّهُ أَعمَٰلَهُم حَسَرَاتٍ عَلَيهِم وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ(167)" ٱلبقرة.
ويظنّ أتباع أمّة ٱلإسلام أنّ ٱلجنّة لهم وأنّ ٱلنار لن تمسَّهم:
"وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُل أَتَّخَذتُم عِندَ ٱللّهِ عَهدًا فَلَن يُخلِفَ ٱللّهُ عَهدَهُ أَم تَقُولُونَ عَلَى ٱللّهِ مَا لاَ تَعلَمُونَ(80) بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَٰطَت بِهِ خَطِيۤـئَتُهُ فَأُوْلَـٰۤئِكَ أَصحَٰبُ ٱلنَّارِ هُم فِيهَا خَٰلِدُونَ(81)" ٱلبقرة.
فهم علىۤ أمتهم ٱلجمعية يزعمون علمًا بٱلدين وهو دين ٱللّه ويظنون بٱللّه جهلا فى دينه:
"قُل أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُم وَٱللَّهُ يَعلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىءٍ عَلِيم" 16 ٱلحجرات.
لقد ذكّرهم قول ٱللّه وسيسألهم عمّا ذكّرهم به:
"إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ ٱللّهِ عِبَاد أَمثَالُكُم فَٱدعُوهُم فَليَستَجِيبُواْ لَكُم إِن كُنتُم صَٰدِقِينَ" 194 ٱلأعراف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق