هؤلاءٍ أمّتِي وإليهِم أنتمي

دين هو دين الله هو الإسلام و هو شرطه على الناس أن يسالم بعضهم بعضا ، فليس هناك دين إسمه المسيحية و لا اليهودية. فالمسيح دينه الإسلام و موسى دينه الإسلام وأتباع اي نبي من الأنبياء قد يكونوا مسلمين و قد يكونوا ممن يرفع الشعارات و لا علاقة لهم برسالة الأنبياء التي هي واحدة.
رسالة السماء لأهل الأرض لم تتعدد و لم تختلف ، فالدين واحد و الرسالة واحدة
النبي الكريم محمد امتداد لعائلته الكبيرة، عائلة الأنبياء الذين هم مثل الإنسانية العليا بصدقهم و جهادهم لتحرير الإنسان من العبودية للأشياء و الناس و الوقوف مع المستضعفين ، هؤلاء أمّتي و إليهم أنتمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

اكذوبة عذاب القبر واكاذيب شيوخ ناكر ونكير

اكذوبة عذاب القبر واكاذيب شيوخ ناكر ونكير




نكتب علّنا نقض مضاجع شيوخ ناكر ونكيروشيوخ الثعبان الأقرع الذين يرهبون الناس بعذاب القبر ليفرضوا لأنفسهم جاها ما أنزل الله به من سلطان . انهم الذين يتعيشون من استمرار الجهل واستقراره متمتعا بالخرافات التراثية التى اكتسبت قداسة زائفة لمجرد أن أحدا من قبل لم يغامر بمناقشتها فى ضوء القرآن والمنهج العقلى الاسلامى. ردود الأفعال على تكذيب عذاب القبر وصلت الى حد استنطاق كل أنواع الشيوخ للرد البائس بدءا من شيوخ ناكر ونكير الى شيوخ الترب والمقابروالأضرحة.
واسأل هؤلاء لماذا يطلقون على ذلك الثعبان الخرافي الذي ينتظر الميت في قبره وحده وصف الثعبان الأقرع ؟ ولماذا يختص ذلك الثعبان وحده بالقراع ؟ .. هل هناك ثعبان أقرع وثعبان أصلع وآخر أجلح ورابع بشعر كثيف..؟
إن كل الثعابين لا توجد شعرة واحدة على رؤوسها .. لكن لم يفكر أحد منهم في هذه المسألة ، لأن العادة أن الخرافات حين تستحكم في العقول تعطيها إجازة مفتوحة " وبدون مرتب".
واكثر ما فاضت قريحتهم أنهم يقولون ان عذاب القبر والثعبان الأقرع من المعلوم من الدين بالضرورة لا مجال ان ينكرة احد
ونقول: ان تعبير المعلوم من الدين بالضرورة مصطلح أنتجته عصور التقليد والتخلف العلمي منذ منتصف العصر المملوكي خلال القرن الثامن الهجرى . وقبل ذلك كان الإجتهاد يصل إلى الاختلاف في كل شئ بين الفرق والمذاهب الفكرية والفلسفية والعقيدية والفقهية .. ثم أغلقوا باب الإجتهاد ، وتحول الأئمة المجتهدون والمختلفون في كل شئ إلى أئمة مقدسين لدى فقهاء عصور التخلف منذ منتصف العصر المملوكى وطيلة العصر العثمانى ، حيث لا يجوز الاعتراض علي الأئمة الأوائل او مناقشتهم أو نقدهم ، وبرزت شائعات علمية كاذبة تبرر هذا الأفك وتشرعه وتحميه مثل " المعلوم من الدين بالضرورة " وأجمعت على ذلك الأمة ." والواقع أنه لا يوجد إجماع ولا توجد قائمة محددة متفق عليها بذلك المعلوم من الدين الضرورة ، حيث اختلف الشيعة والسنة والصوفية والفرق الإسلامية والكلامية في كل شئ منذ أن ابتعدوا عن القرآن .. ومن ضمن العقائد المختلف عليها عذاب القبر ونعيمه والعصمة والشفاعة .
ومن هذه القضايا الخلافية عذاب القبر ونعيمه ، و هى فى الأصل عقيدة فرعونية عاشت آلاف السنين ثم ما لبثت أن رجعت الى أفئدة وعقول المسلمين متخفية فى أحاديث نبوية وتفسيرات مختلة للقرآن الكريم جاء بها التيار السنى الفقهى والكلامى ـ نسبة الى علم الكلام ـ شأن كل ماجاءوا به مما يخالف الدين الحنيف.وقد رد عليها المخالفون لها بأدلة عقلية ونقلية . حدث ذلك كله في عصر الاجتهاد العلمى والصراع الفكرى بين المعتزلة ـ دعاة التجديد العقلى ـ وأهل السنة الذين يسترون عورة تخلفهم العقلى وعجزهم العلمى بالتمسح بالنبى محمد ونسبة أقوالهم له ولأصحابه حتى تتحصن آراؤهم من النقد. بيد أن المعتزلة لم يعترفوا بذلك الاسناد الكاذب النبى, وبعضهم استخدم نفس الأسلوب فى الرد على أهل السنة والكيد لهم ـ كما كان يفعل الشيعةـ حين صنعوا أحاديث"نبوية" ترد على أهل السنة بنفس اسلوبهم . وانتج هذا الصراع الخائب العاجز الكثير من الأحاديث المتناقضة والتى عكف عليها بعض اللاحقين يحاولون ـ دون جدوى ـ التوفيق بينها .
ثُم جاء عصر التقليد ثم الجمود ثم التخلف حيث انقرض المعتزلة وانقرض معهم الاجتهاد العقلى لتسود الخرافات السنية ـ ومنها الثعبان الأقرع ـ متحصنة بالاحاديث الكاذبة والشائعات السامة من نوعية " المعلوم من الدين بالضرورة ـ وليس الضروطة ـ و أسطورة الاجماع , وكل منهما يحتاج وقفة قادمة ان شاء الله تعالى.
ومنهجى الفكرى هوالاجتهاد في تلك القضايا الخلافية : أولا: تدبر القرآن الكريم برؤية قرآنية محضة تعتمد على فهم القرآن بالقرآن وتحديد مفاهيم القرآن بالقرآن ، وتجميع كل آيات القرآن فى الموضوع المبحوث واستطلاع مضمونها بتجرد كامل منزه عن الهوى والأفكار المسبقة بهدف الوصول للحق والاهتداء به ابتغاء مرضاة الله تعالى, مع عدم الاهتمام مطلقا بما يعتقده الناس أو ردود أفعالهم الغاضبة ،لأن حق الله تعالى هو الأولى بالنصرة والاتباع . ُثمّ بعدها البحث التاريخى والتراثى فى جذور الموضوع وتجلياته وابعاده المعاصرة واللاحقة.
وقد تأكد لى بعد مشوار شاق وطويل من التفرغ للبحث الجاد والمحايد ان كل الاعتقادات المخالفة للقرآن في عذاب القبر ونعيمه وفى تأليه البشر والأنبياء وعصمتهم وشفاعتهم كانت موجودة قبل الإسلام ، وقد أشار القرآن إليها ورد عليها ، ، ثم ما لبثت " ان عادت نفس العقائد الفرعونية بعد الوف السنين ، ثم اكتشفها علم المصريات بعد قرون حين فكت رموز اللغة الهيروغليفية ، وبعض المصادر الصوفية المملوكية تقول ان المؤلفون كانوا ينقلون عن" مشايخ الزيارة " الذين كانوايعملون كمرشدى السياحة فى عصرنا، ولكن لسياحة من نوع مختلف . حيث يشرحون لزوار المقابر المتبركين بها معالم القرافة وكرامات أوليائها الموتى و يسترزقون من خدمة الترب المقدسة ونشرالشائعات حولها ومنها الأقاصيص عن عذاب القبر ونعيمه ، وكرامات الأولياء الصوفية داخل قبورهم ، ولا يختلف ذلك عما قاله المصريون في العصر الفرعوني والعصر القبطي وقبل العصر المملوكي .
ومنذ العصر الأموي استحدث بنو أمية وظيفة الراوي في المسجد أو من كان يسمى بالقصاص ـ بثشديد الصاد ـ ، وكان يجلس فى المسجد بعد الصلاة للدفاع عن السلطة الأموية وتبرير فظائعهاولكن بصورة غير مباشرة وتحت ستار الوعظ . لذا كان منهج صاحب القصص أن يجذب إليه عقول السامعين بالأساطير والحكايات , وكلما توغل في الكذب ازدادت جماهيريته وازداد تأثيره..ولقد كان العصر الأموى عصر الروايات الشفهية التى تم تدوينها فيما بعد فى العصر العباسى منسوبة للنبى بعد ان دخل فيها الكثير من التحريف والتخريف . دونها كثيرون أبرزهم "ابن برزويه " صاحب الانتماء المزدكى والأصل المجوسى، وهو المشهور بيننا بلقب البخارى المتوفى سنة 256.
كانت خرافات الترهيب وعذاب القبر المادة المفضلة للقصاص فى العصر الأموى، ثم جاء الفقيه " الأوزعى " الذي عاصر الخلافتين الأموية والعباسبة وخدمهما معاً ، وكان من أشهر القصاص في الدولتين ، وهو الذي اخترع حد الردة وهو أيضاً المصدر الأساسي لخرافات عذاب القبر ، وتحولت معظم أقاصيصه إلى مروايات وأحاديث يعززها بأن لها جذوراً فرعونية في عقول الناس من آلاف السنين.
ان بعض أنواع الماعز تعتقد أن الشيطان قد قدم استقالته بعد ظهور الاسلام وبعد موت خاتم الأنبياء وأن اهل البلاد المفتوحة قد دخلوا فى الاسلام أفواجا دفعة واحدة وبايمان عميق لا مجال للشك فيه ، وأنه حتى الآن فايمان أحفادهم المسلمين اليوم هوالتطبيق الحرفى المخلص للاسلام الذى كان عليه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام. ولذلك تستهجن تلك الماعز أى دعوة لاصلاح المسلمين وتهاجم كل من حاول الإصلاح لأن الذى يجب اصلاحهم ودعوتهم للهداية كما يتصورون هم الذين لم تبلغهم الدعوة فى مجاهل أفريقيا وأحراش الغابات الاستوائية والصحارى القطبية . وأنواع أخرى من الذئاب ترى أن الهدف الأسمى هو أن يخضع المسلمون لحكمهم طوعا او كرها لأقامة دولة الخلافة التى تعيد مجد السلف وتواصل الجهاد ضد دار الحرب الصليبية الى قيام الساعة.
هذه الماعز وتلك الذئاب تحتاج الى تغييب عقول الناس كى تسرق منهم الوعى والعقل ، وبعدها يصبح سهلا امتطاء الضحايا ـ أو المطايا لا فارق هنالك ـ . ولكى تسرق منهم الوعى والعقل ترهبهم باحاديث عذاب القبر وينسبون كل خرافاته للنبى حتى يقطعوا الطريق مقدما على كل من يفكر فى النقاش ، اذ يكون التحذير جاهزا أنه" لا اجتهاد مع وجود النص" فاذا أصر جاء الارهاب الفكرى يتهم المسكين بأنه ينكر السنة . بذلك الارهاب المسبق تخضع الجباه لشيوخ الثعبان الأقرع وهم يروعون الناس ويرهبونهم بتلك الخرافات المفزعة. والمحصلة النهائية لتلك الحملات الارهابية الفكرية أن السامعين الذين استمعوا اليها وآمنوا بها يشعرون شعورا خاصا نحو ذلك الذى أدخل تلك المعتقدات فى قلوبهم، يشعرون نحوه بالرهبة والاحترام الزائد فاذا خاض بهم فى موضوع دينى آخر ـ مثل تغيير المنكر بالقوة ـ أطاعوه، ثم اذا انتقل بهم بعدها الى أن الدولة القائمة هى منكر يجب ازالته كان حتما طاعته و الا فالثعبان الأقرع ينتظر فى القبر فاغرا فاه.
من هنا نفهم لماذا التركيز فى كتابات السلفيين فى التسعينيات على عذاب القبر دون التركيز على النصف الآخر من الأكذوبة وهو " نعيم القبر" لأن الهدف هو الأرهاب الفكرى المعنوى والذى يتفوق فى خطورته على الأرهاب المادى الدموى. فالمعنوي يقتل العقل والكرامة الانسانية واحترام الانسان لذاته وهو الذى جعله الله تعالى خليفة فى الأرض وسخر له ما فى الكون. وبهذا الارهاب الفكرى اغتالوا جيلا من المساكين اضاعوا عليهم الدنيا والاخرة معا. وسعد بهم الشيطان الذى أوهمهم انه استقال وترك لهم البلاد والعباد باحثا عن عقد عمل مع ثعبان أقرع آخر فى المريخ..
ودائما تجد من يقول ان هناك أحاديث للرسول (ص) في عذاب القبر ونعيمه فماذا عنها ؟
- ونقول ان من يؤمن بهذه الأحاديث فإنه يكفر بالقرآن .. لأنه يستحيل أن تؤمن بالقرآن وتؤمن أيضاً بما يخالفه.
كما ان القرآن يؤكد في أكثر من عشرين آية قرآنية أن النبي (ص) لا يعلم الغيب وليس له أن يتحدث فيه ، ولا يدرى ما سيحدث في المستقبل في الدنيا أو عند الموت أو بعده أو في الآخرة ، ويكفى في ذلك الآية التاسعة من سورة الأحقاف " قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم " وكذلك الآية 50 من سورة الأنعام " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب " والآية 188 من سورة الأعراف " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " وطالما يؤكد القرآن الكريم أن النبي (ص) لا يعلم الغيب فان المؤمن بدين بالإسلام إذا جاءه حديث كاذب ينسب للنبي الكلام في الغيبيات فان واجبه يحتم عليه تبرئة النبي (ص) منه .. وأحاديث عذاب القبر والشفاعة وأحوال الآخرة كلها ضمن تلك الخرافات المخالفة للقرآن والتي يجب أن نبرئ منها الرسول (ص).
وللذي يقول ان هناك آيات يستشهد بها بالقرآن عن عذاب فرعون " النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
- نقول لهم : لا شأن للآية الكريمة بعذاب القبر ، فالقرآن هنا يتحدث عن البرزخ وليس عن القبر , والآية القرآنية تشير إلى عذاب فرعون في البرزخ إلى قيام الساعة, ولنا أن نتخيله فى البرزخ وهو يعانى فيه العذاب بينما يرى ما انعم الله تعالى به على المستضعفين من بنى إسرائيل ، وهكذا معنى قوله تعالى في قصة موسى وفرعون " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم .. " إلى أن يقول الله تعالى عن بنى إسرائيل " ونمكن لهم في الأرض ، ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص 4 : 6 .
فقد كان فرعون في طغيانه يضطهد بنى إسرائيل خشية منهم ، وحدث ما كان يحذر منه وتم تمكين الله تعالى لبنى إسرائيل بعد غرق فرعون مصداقاً لقوله تعالى " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم " إلى أن يقول تعالى عن بنى إسرائيل " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها، وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ، ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " الأعراف 136 : 137 إذن فالتدمير لما كان يصنع فرعون والتمكين لبنى إسرائيل حدث بعد غرق فرعون .. إذن فكيف يرى فرعون ذلك بعد غرقه ..؟ لأن فرعون وآله كانوا ولا يزالون في البرزخ يعيشون في عذاب إلى أن تقوم الساعة . ثم سيأتي أشد العذاب يوم القيامة بعد سوء العذاب فى البرزخ ، مصداقاً لقوله تعالى عنهم " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46 .
وماذا اذنعن حساب الملكيين ناكر ونكير..؟
نقول : إذا لم يكن هناك عذاب أو نعيم في القبر فلماذا يكون في الأصل حساب أو استجواب في القبر؟ وإذا كان الحساب سيأتي يوم القيامة أمام الله تعالى يوم الحساب حيث البعث والحشر والعرض واللقاء والميزان فان هول ذلك اليوم وتفصيلاته التي تكررت في القرآن الكريم يجعل من العبث التفكير في حساب سابق له .. فكيف إذا كان ذلك الحساب المزعوم في القبر أسطورة فرعونية في الأصل ترددت في كتاب الموتى واحتفلت بها دراسات علم المصريات التي تختص في بحث تاريخ مصر القديمة ومن يرد المزيد فليقرأ كتاب " أرمان " عن ديانة مصر القديمة .. فسيرى إننا نكرر ما قاله الأجداد وننسبه للنبى العظيم افتراء وكذباً.
نهاية بايجاز أقول :
ـ عند الموت والاحتضار تبشر الملائكة الفائز ، بينما يصرخ الخاسرـ بعد أن يرى الملائكة تبشره بالنارـ يطلب فرصة أخرى ليرجع للدنيا ليعمل صالحا، ويأتيه الرد بالنفى حيث ينتظره البرزخ الذى جئنا منه الى هذه الدنيا ، ثم بعد الموت سنعود اليه ونظل فيه الى قيام الساعة ." حتى اذا جاء أحدهم الموت قال ربى أرجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت. كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ". المؤمنون 99ـ100.
ـ البرزخ منطقة انعدام للزمن , ندخل فيه مؤقتا عند النوم والغيبوبة القصيرة أو الطويلة أثناء هذه الحياة ، وحين نرجع منه نقول انه يوم أو بعض يوم . حتى لو كان النائمون هم أهل الكهف "الكهف 19" أو ذلك الذى أماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه "البقرة 259". ثم ندخل البرزخ بعد الموت لنبقى فيه بلا احساس بالزمن الى أن تقوم الساعة . عندها سيقول المجرمون مندهشين انهم لبثوا فقط يوما أو بعض يوم : " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون , وقال الذين أوتوا العلم والايمان : لقد لبثتم فى كتاب الله الى يوم البعث ، فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون. الروم 55 ـ 56" .لو كان هناك عذاب فى القبر لأولئك المجرمين لأحسوا بالزمن ثقيلا وبطيئا بما يعادل ملايين السنين. لكن البرزخ مر عليهم وعلى غيرهم مثل نوم أحدنا فى هذه الدنيا ليله واحده. هذه هى القاعدة ولكن لها فى القرآن الكريم استثناءات محددة ، هى تعذيب فرعون وآله فى البرزخ ، وتعذيب كفرة قوم نوح ، ونعيم اولئك الذين قتلوا فى سبيل الله تعالى.
المهم أن تلك الإستثناءات ليس لها علاقة أبدا بعذاب القبر أو بنعيمه لأنها تحدث فى البرزخ وليس فى القبر، بل ان فرعون مات غريقا بلا قبر وذكر الله تعالى كيف نجاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية. "يونس92". اذن فالتعذيب الذى يلقاه الآن متعلق بنفسه وليس جسده . ولا تقل "روحه" لأن الروح فى لغة القرآن ومصطلحاته هو جبريل ، وتلك قصة أخرى. ونفس الحال مع الذين قتلوا فى سبيل الله تعالى ـ اللهم اجعلنى منهم ـ حيث ذكر الله تعالى نعيمهم عند ربهم يرزقون , وليس فى القبور . وأيضا لا تقل هنا الشهداء ولكن قل " الذين قتلوا فى سبيل الله" لأن مصطلح الشهداء فى لغة القرآن هو عن الدعاة للحق المناضلين فى سبيله والذين سيأتون يوم القيامة ليشهدوا شهادة خصومة على أقوامهم ـ اللهم اجعلنى منهم ـ ولتراجع القرآن لتتأكد من هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق