هؤلاءٍ أمّتِي وإليهِم أنتمي

دين هو دين الله هو الإسلام و هو شرطه على الناس أن يسالم بعضهم بعضا ، فليس هناك دين إسمه المسيحية و لا اليهودية. فالمسيح دينه الإسلام و موسى دينه الإسلام وأتباع اي نبي من الأنبياء قد يكونوا مسلمين و قد يكونوا ممن يرفع الشعارات و لا علاقة لهم برسالة الأنبياء التي هي واحدة.
رسالة السماء لأهل الأرض لم تتعدد و لم تختلف ، فالدين واحد و الرسالة واحدة
النبي الكريم محمد امتداد لعائلته الكبيرة، عائلة الأنبياء الذين هم مثل الإنسانية العليا بصدقهم و جهادهم لتحرير الإنسان من العبودية للأشياء و الناس و الوقوف مع المستضعفين ، هؤلاء أمّتي و إليهم أنتمي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 21 أغسطس 2009

ما حكم صيام وصلاة الحائض والنفساء



حكم صلاة و صيام الحائض و النفساء بين القرءان والفقه السني والشيعي


ثبت في الفقه الإسلامي حكما يفرض ترك الصلاة و الصيام على الحائض و النفساء، و قد تفرع هذا الحكم إلى العديد من المسائل حتى أضحى بابا فقهيا مستقلا بذاته.
و تسير أغلب المسلمات في كل بقاع الأرض على درب هذا الحكم، و لذلك تعد موضوعات مدة الحيض و النفاس و لون الحيض و كيفية الغسل و مشكلة الاستحاضة .... من أكثر القضايا الدينية التي تستأثر باهتمامهن و يكثرن من طرح الأسئلة حولها طلبا لفتاوى تحل لهن ما يقعن فيه من حيرة في تلك الفترة .
لكن ما أعجب منه هو كيف لم تكلف إحداهن نفسها عناء طرح سؤالين بسيطين هما:
لماذا يجب أن أترك الصلاة و الصيام و أنا حائض أو نفساء؟
ما مدى قوة الأدلة التي ينبني عليها منعي من هاتين العبادتين الأساسيتين في ديني؟
و لو طرحت إحداهن هذين السؤالين و عكفت باحثة عن الجواب ، فإنها ستجد نفسها أمام مفاجأة كبرى، تتمثل في انعدام دليل قرآني يبيح لها ترك الصلاة أو الصيام ، فما هي سوى أحاديث و روايات نسبت بعضها إلى الرسول و بعضها إلى الصحابة و التابعين ، عدها فقهاؤنا نصا مقدسا يشرع ، يبيح و يحرم.
و لن أناقش مضمون هذه الأحاديث و الروايات أو مدى صحتها أو أحاول تأويلها ، و إنما سأكتفي بعرض ما يثبته القرآن لأن من قواعد هذا الدين :
- إذا أثبت القرآن حكما ما ، فلا يلتفت إلى غيره من الأحكام المعارضة أو المخالفة مهما كانت قوة أدلتها.
المحيض في القرآن
جاء ذكر موضوع "المحيض" في القرآن الكريم في موضعين، الأول سورة البقرة و الثاني سورة الطلاق، و تم استخدام مفردة المحيض ثلاث مرات، و فعل يحضن مرة واحدة، و لم يستخدم القرآن كلمة حيض أو كلمة نفاس و اشتقاقاتها.
و قد ارتبط حديث القرآن عن المحيض في الآية رقم 4 من سورة الطلاق بدوره في تحديد عدة المطلقة، يقول تعالى "و اللائي يئسن من المحيض من نسائكم أن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر و اللائي لم يحضن و أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن و من يتق الله يجعل له من أمره يسرا"
أما الآية المحورية المرتبطة بموضوعنا فهي الآية رقم 222 من سورة البقرة " يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين".
لقد أكثر الناس من السؤال عن المحيض ، و لم تنحصر استفساراتهم حول التعامل مع الحائض فقط كما يرد في روايات أسباب النزول ، و إنما ارتبطت بحكم ممارستها لعبادتها، لأن موقف اليهود منها شمل منعها عن العبادة أيضا.
فأنزل الله الآية التي بين أيدينا، و جعلها واضحة و ضوحا يزيل الالتباس و يحسم الإشكال و يصحح الخطأ الذي وقعت فيه المرأة لقرون خلت و هي تحرم نفسها من عبادة ربها في فترة حيضها أو نفاسها.
و جاء الحل في مفردة واحدة هي " أذى" ، إن دم الحيض أو النفاس أذى ، دم خبيث غني بالميكروبات ، يجب أن يتخلص جسد المرأة منه، كما يجب منع كل ما يمكن أن يتسبب في تسربه إلى جسد آخر، و هذا لا يمكن وقوعه إلا بالاتصال الجنسي بين الزوجين ، و لهذا جاء الأمر بالمنع ، قال تعالى "فاعتزلوا النساء" و لا يشمل الأمر الإلهي منع مؤاكلتهن أو مجالستهن كما شاع بين اليهود و إنما ينحصر في منع الاتصال الجنسي و هذا ما تفيده مفردة "فاعتزلوا" و ما يفيده قوله تعالى "فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله".
- " ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله..." فإذا توقف الدم و وقع الطهر أصبح من حق الزوج الاتصال بزوجه، لكن الأفضل إنتظار تطهير المرأة لمكان نزول الدم اي الغسل بالماء تحضيرا للقاء الجنسي مع الزوج وليس في الآيه اشاره للعبادات على الإطلاق ، و هذا ما يفيده اختلاف يطهرن عن تطهرن ، فمفردة يطهرن تشير إلى توقف الدم ، و هو أمر لا تتحكم فيه المرأة و يحدث بعيدا عن إرادتها، و مفردة "تطهرن" تشير إلى الطهارة التي تكون بفعل المرأة.
إن الحيض إيماثل أي إفراز آخر قد يخرج من جسد الإنسان و يشتمل على الأذى مثل القيح ، فهو لا ينقص من قيمة المرأة و لا يمس إنسانيتها و لا ينجس طهارتها و لا يملك قدرة سحرية على تحقيق أماني الناس عند استخدامه في وصفات السحر.... إنها أخطاء وقعت فيها البشرية خصوصا و هي لا تزال تحت أسر الفكر الخرافي .
ربما لو أن الإله الكريم استخدم مفردة "نجس" عوض أذى ، لجاز توهم أن الآية تقرر تأثير دم الحيض على طهارة المرأة.
هذا إذا بحثنا في حديث القرآن عن المحيض ،أما إذا نظرنا إلى الموضوع من جانب الصلاة و الصيام فإننا سنصل إلى نفس النتيجة، فلم ترد في القرآن الكريم آية واحدة تبيح ترك الصلاة لأي عذر كان، و لم يضم سوى أمرا بقصرها في حالة الخوف كما هو مبين في الآية 111 من سورة النساء، في حين زخر بالآيات التي تحث عليها و تبرز قيمتها عند الله،
كما لم يرد ذكر المحيض مع الحالات التي توجب الغسل للصلاة أو التي تبيح الإفطار:
يقول تعالى {يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً} (النساء: 43. ونلاحظ ان ليس هناك ذكر للحائض او النفساء بعدم قرب الصلاة حتى تغتسل كما هو الحال مع الحالات السالفة الذكر في الآيه ، اي ما معناه انها ليست منقطعه عن الصلاة وكل ما يلزمها لتقوم الى الصلاه الوضوء فقط .
{ياأيها الذين آمنوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى لْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىۤ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تشكرون} (المائدة: 6). ولم يرد هنا في الآيه اي ذكر للحائض والنفساء بوجوب الغسل مع المطلوب منهم الغسل او التيمم ، اي يكفيها حين تقوم الى الصلاه ان تتوضأ فقط ، مما يعني ان ليس امامها مانع يمنعها من الصلاه .
{يا أيُّها الذين آمنوا كتبَ عليكم الصيام كما كتب على الذين مِنْ قَبْلِكُمْ لعلَّكُم تتقُون أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 184- 185) ، وكما هو واضح في الآيه الكريمه فلا الحائض ولا النفساء من الذين عليهم القضاء في ايام اخر كالمريض والمسافر، مما يعني انهن يصمن دون مانع .
و قد يعترض البعض على ما ورد بدعوى أن كثير من النساء تعاني في فترة الحيض أو النفاس من القيء و الآلام الحادة، ربما هذه الآلام لن تعيقها عن الصلاة لكنها لن تمكنها من الوضوء أو الصيام.
أقول: المرأة في هذه الحالة تأخذ حكم المريض فيجوز لها التيمم للصلاة و الإفطار إلى أن تشفى فتقضي الصيام.
إن ترك الصلاة و الصيام في فترة الحيض و النفاس حكم أخذه المسلمون من اليهود و من العادات العربية ، و قد كان لنظر علمائنا في القرآن على ضوء ما استقر في ثقافتهم دور في عدم انتباههم إلى موقف القرآن من القضية.

*** لهو الحديث وكذب البخاري على رسول الله :

يقول الحق جل وعلا 222 من سورة البقرة ( " يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض و لا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين".)

وانظر هنا كيف يفتري البخاري على رسول الله ويتهمه بمخالفة القرءان ومباشرة نسائه وهنّ حائضات :

باب مباشرة الحائض

[ 295 ] حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرني
فأتزر فيباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض

[ 296 ] حدثنا إسماعيل بن خليل قال أخبرنا علي بن مسهر قال أخبرنا أبو إسحاق هو الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت كانت إحدانا إذا كانت
حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه
تابعه خالد وجرير عن الشيباني

[ 297 ] حدثنا أبو النعمان قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الشيباني قال حدثنا عبد الله بن شداد قال سمعت ميمونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن
يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض ورواه سفيان عن الشيباني .

يا عبدة البخاري !! افلا تعقلون



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق